يعاني عدد كبير من الأطفال، خاصة في المراحل العمرية الأولى، من مشكلة الإمساك، لا سيما عند الانتقال من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى تناول الأطعمة الصلبة، أو عند حدوث تغيّر مفاجئ في النظام الغذائي أو الروتين اليومي. ورغم أن الإمساك يُعد حالة شائعة وغير خطيرة في أغلب الأحيان، إلا أنه يثير قلق الأمهات بسبب صعوبة التبرز وبكاء الطفل وألمه أثناء الإخراج.

ووفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde الطبي، فإن معظم حالات الإمساك لدى الأطفال ترتبط بنقص السوائل وقلة الألياف الغذائية، ويمكن التعامل معها بطرق طبيعية وآمنة دون الحاجة إلى اللجوء الفوري إلى الأدوية.

أهمية الترطيب ودور الماء

يؤكد الأطباء أن الماء عنصر أساسي للحفاظ على ليونة البراز وسهولة مروره، حيث يؤدي نقص السوائل إلى جفاف البراز وصعوبة إخراجه. ويوصى بتقديم الماء بانتظام للأطفال فوق عمر الستة أشهر بين الوجبات، إلى جانب عصائر طبيعية غنية بالألياف مثل عصير البرتقال أو الخوخ، مع مراعاة عدم الإفراط.

ماء البرقوق.. علاج تقليدي فعّال

يُعد البرقوق المجفف من أشهر العلاجات المنزلية للإمساك، لاحتوائه على السوربيتول والألياف القابلة للذوبان التي تنشط حركة الأمعاء. ويمكن نقع حبة برقوق في نحو 50 مل من الماء طوال الليل، وتقديم نصف ملعقة صغيرة من المنقوع صباحًا. أما الأطفال الأكبر من أربعة أشهر، فيمكن تقديم ملعقة صغيرة من عصير البرقوق يوميًا بعد النقع، بشرط عدم وجود تحسس غذائي.

شراب التين والخوخ

يمثل شراب التين والخوخ وصفة منزلية غنية بالألياف، حيث يُنقع نصف كوب من كل نوع في الماء ثم يُغلى ويُخلط جيدًا، ويُقدَّم للأطفال فوق عمر الثلاث سنوات بجرعات صغيرة. ويساعد هذا المزيج على تحسين حركة الأمعاء وتزويد الجسم بعناصر غذائية مهمة.

الشوفان بديل صحي للأرز

من الأخطاء الشائعة الاعتماد على عصيدة الأرز للأطفال المصابين بالإمساك، بينما يُعد الشوفان خيارًا أفضل لاحتوائه على ألياف تُسهّل التبرز دون التسبب بانتفاخات مزعجة، خاصة عند دمجه مع الفاكهة المهروسة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يحذر الأطباء من تجاهل الإمساك إذا استمر أكثر من 48 ساعة أو صاحبه دم في البراز أو فقدان وزن ملحوظ، مشددين على ضرورة مراجعة طبيب الأطفال لتحديد السبب، مع تجنب استخدام التحاميل أو الحقن الشرجية دون استشارة مختص.