تلعب الطريقة التي يبدأ بها الإنسان يومه دورًا محوريًا في تحديد مسار عملية الهضم ومستوى الطاقة والمزاج والتمثيل الغذائي طوال اليوم. ويعاني بعض الأشخاص من أعراض مثل الانتفاخ، والحموضة، والإمساك، والإرهاق، أو صعوبة زيادة الوزن، دون إدراك أن السبب قد يكون اضطرابات خفية في الجهاز الهضمي. ووفقًا لتقرير نشره موقع «نيوز18»، فإن الالتزام بعادات صباحية بسيطة ومنتظمة يمكن أن يُحدث تحولًا ملحوظًا في صحة الأمعاء خلال أسابيع قليلة.

وأوضحت آني كانوار، ممارسة الطب الوظيفي ومؤسسة منظمة الطب الوظيفي الدولية، أن هناك أربع عادات صباحية أساسية تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل دائم.

أولى هذه العادات شرب الماء فور الاستيقاظ قبل تناول أي مشروبات تحتوي على الكافيين، إذ يكون الجسم بعد 6 إلى 8 ساعات من النوم في حالة جفاف طبيعي. ويؤدي بدء اليوم بالقهوة مباشرة إلى تفاقم الحموضة والإمساك، بينما يساعد شرب كوب كبير من الماء الدافئ على تنشيط حركة الأمعاء، ودعم إزالة السموم من الكبد، وترطيب بطانة الأمعاء، مع إمكانية تعزيز الفائدة بإضافة رشة من الملح المعدني أو عصرة ليمون.

العادة الثانية تتمثل في التعرض لضوء الشمس الطبيعي في الصباح، حيث ينظم هذا الضوء الساعة البيولوجية للجسم، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأمعاء وإفراز حمض المعدة وتوازن ميكروبيوم الأمعاء. ويكفي التعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق لمزامنة الإيقاع اليومي وتحسين توازن هرمون الكورتيزول وتعزيز إنتاج السيروتونين، الذي يُنتج معظمه في الأمعاء.

أما العادة الثالثة فهي البدء بحركة خفيفة في الصباح، دون الحاجة إلى تمارين شاقة. فالتمدد البسيط، أو اليوجا، أو المشي القصير، أو تمارين الحركة الخفيفة تساعد على تحفيز حركة الأمعاء وتصريف السائل اللمفاوي، ما يقلل من الشعور بالانتفاخ ويدعم التخلص الطبيعي من السموم. وأشارت كانوار إلى أن المرضى الذين يلتزمون بالحركة اليومية، ولو بشكل بسيط، يعانون من إمساك أقل واستقرار أفضل في الشهية والطاقة.

وتتمثل العادة الرابعة في تناول فطور متوازن غني بالبروتين ولطيف على الأمعاء، إذ إن إهمال وجبة الإفطار أو الاعتماد على الكربوهيدرات المكررة يؤدي إلى اضطراب مستوى السكر في الدم وضعف الهضم. وينصح بأن يحتوي الفطور الصحي على البروتين والألياف والدهون سهلة الهضم، مثل البيض مع الخضراوات، أو بودنج الشيا المنقوع، أو الشوفان مع البذور وزبدة المكسرات.

ويؤكد التقرير أن الالتزام بهذه العادات الصباحية البسيطة يمكن أن ينعكس إيجابيًا على صحة الأمعاء والهضم والطاقة العامة، ويُسهم في تحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ.