الأربعاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
11:53:17pm

المستشار الألماني يستقبل رئيس بولندا وسط توتر تاريخي وسياسي ودعم أمريكي لليمينى ناوروكى.

الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٥

يستعد المستشار الألماني، فريدريش ميرز، لاستقبال الرئيس البولندي كارول ناوروكى، في زيارة

تحمل أبعادًا سياسية و تاريخية حساسة، حيث تشهد العلاقات بين البلدين توترا ما بين

خلافات علنية ورغبة في تعاون وثيق

 

ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام ألمانية، فإن المستشار الألماني، كان يفضل التعامل مع رئيس الوزراء

البولندي الوسطي دونالد توسك، الذي يقود الحكومة الحالية، خاصة وأن الرئيس ناوروكى، يتبع حزب

"القانون والعدالة" اليميني الشعبوي المعارض، وهو أبرز من يطالب برلين بدفع تعويضات مالية ضخمة

عن احتلال ألمانيا النازي لبولندا عقب الحرب العالمية الثانية

 

وينتقد الخطاب السياسي لقيادات بولندا المعارضة، وفي مقدمتها حزب القانون والعدالة

نفوذ الاتحاد الأوروبي على الشئون الداخلية والخارجية لبولندا، رغم العلاقات التجارية القوية بين

البلدين والتعاون الدفاعي المتزايد، بما يعيد إحياء مشاعر استياء تاريخي بسبب الدمار الذي

ألحقه الاحتلال النازي بأراضي بولندا

 

 

من جانبه قال كنوت أبراهام، منسق العلاقات البولندية بوزارة الخارجية الألمانية

إن العلاقة بين البلدين حساسة للغاية، وإن نصف جملة يتم نطقها بشكل خاطئ

يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات كبيرة

 

وقد انتخب الرئيس البولندي في يونيو الماضي على أساس برنامج انتخابي يحمل شعار

"بولندا أولاً"، وتضمن دعوات صريحة لحكومة ميرز بدفع تعويضات مالية لبلاده

وهو مطلب ترفضه الحكومة الألمانية بشكل متكرر

 

كما لم ينجح العدو المشترك للبلدين المتمثل في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في توحيد المواقف

بين برلين واليمين الشعبوي في وارسو، فبعد دخول طائرات روسية بدون طيار إلى المجال الجوي

البولندي الأسبوع الماضي، وصفه القادة الأوروبيون بأنه خطة متعمدة لاستهداف حلف شمال الأطلسي

(الناتو)، إلا أن الرئيس البولندى، حاول استغلال الموقف، والربط بين مطالبه بالتعويضات

والنضال الأوروبي المشترك ضد العدوان الروسي

 

وقال ناوروكي، خلال احتفال بذكرى الحرب العالمية الثانية في وقت سابق من الشهر الجاري

إن التعويضات لن تكون بديلاً عن النسيان التاريخي، ولكن بولندا كدولة في الخطوط الأمامية

وكدولة رئيسية على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، تحتاج إلى العدالة من قبل ألمانيا

 

وأكد المتحدث باسم الرئيس البولندى رافال ليشكيفيتش، أن ناوروكي سيتناول هذه القضية

خلال زيارته المرتقبة إلى برلين، ومن المقرر أيضًا أن يلتقي الرئيس البولندي كلًا من

المستشار ميرز والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ولن تعقد أي مؤتمرات صحفية

 

وعلى صعيد آخر، يشير الخبراء السياسيون، إلى أهمية ناوروكى بالنسبة إلى أوروبا، لأنه يحظى بدعم

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد أيد ترامب الرئيس البولندي قبل الانتخابات الرئاسية

هذا العام، واستقبله بحفاوة في البيت الأبيض قبل أسابيع قليلة، وبعد اختراق الطائرات الروسية

للأجواء البولندية الأسبوع الماضي، كان ترامب أول من اتصل بناوروكي وليس برئيس الوزراء توسك

 

ويعد منصب الرئيس البولندي شكليًا إلى حد كبير، إلا أن ناوروكي يستخدم سلطته في نقض

التشريعات لعرقلة أجندة توسك الحكومية، أما السياسة الخارجية والدفاعية فتقع عمليًا تحت إدارة

الحكومة ورئيس وزرائها، هذا الوضع دفع وزارة الخارجية البولندية إلى

التحذير من تعدد المسارات الدبلوماسية

 

وبعد وصول حكومة توسك إلى السلطة، تخلت عن مطالب الحكومة التي كان يقودها حزب

"القانون والعدالة" بدفع ألمانيا نحو 1.3 تريليون يورو كتعويضات، ورغم إقرار حكومة توسك

بوجود قضية أخلاقية للتعويضات، فإنها تؤكد أن المطلب غير مقبول من الناحية القانونية

ويضر بمصالح بولندا التجارية مع أكبر أسواق صادراتها، أي ألمانيا

 

واقترح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن تقدم الحكومة الألمانية إشارة مرئية

  تعترف بالأضرار التي لحقت ببولندا خلال الحرب، مثل إقامة مركز توثيق ومركز للحوار

يعترف بمعاناة البولنديين ويكون أيضًا نصبًا تذكاريًا 

 

وشهد أبريل الماضي إقامة نصب تذكاري مؤقت في برلين عبارة عن صخرة

تزن 30 طنًا لتخليد ذكرى ضحايا بولندا النازيين، وهناك خطط لإنشاء نصب تذكاري

دائم، لكن البرلمان الألماني يجب أن يقر القرار أولًا

 

لكن لا تبدو هذه المبادرات كافية في نظر حزب "القانون والعدالة" وأنصاره، خاصة أن

استطلاعًا للرأي أجرته شركة SW Research لصالح بوابة Onet الإخبارية أظهر

أن 54% من المشاركين يؤيدون التعويضات، بينما عارضها نحو 27%، وبناءً على ذلك

يرى مراقبون وفقًا لشبكة دويتش فيله، أن من غير المرجح أن يتراجع ناوروكي عن

مطلب التعويضات، رغم تحذيرات من أن ذلك قد يثير توترًا بين حلفاء الناتو في وقت الحرب



موضوعات مشابهه