الأحد ٢١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
07:35:05pm

تحت ستار المخدرات.. تصعيد غير مسبوق بين فنزويلا وواشنطن

الأحد ٢١ - سبتمبر - ٢٠٢٥

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيدًا متسارعًا ينذر بمواجهة مفتوحة، بعد سلسلة من

التحركات العسكرية والدبلوماسية المتبادلة التي أعادت إلى الواجهة أجواء التوتر بين واشنطن وكاراكاس

فخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت الولايات المتحدة عملياتها البحرية في البحر الكاريبى، ووجهت ضربات

ضد قوارب تقول إنها مرتبطة بشبكات تهريب المخدرات، في حين ردت فنزويلا بإعلان التعبئة العامة

ورفع حالة الاستعداد العسكري، مؤكدة أنها مستعدة لـ"الدفاع عن سيادتها" في مواجهة ما تعتبره عدوانًا أمريكيًا

 

وكانت آخر مستجدات الأزمة بين البلدين ، هو إغلاق حساب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على

منصة يوتيوب غير متاح، حيث أعلنت القناة الرسمية الفنزويلية "تيليسور" عبر منصة X أن الحساب

"أُلغي" دون مبرر" حيث أن شركة "جوجل"، المالكة ليوتيوب، لم تُعلق على سبب إغلاق الحساب

الذي كان يتابعه أكثر من 200 ألف شخص ويُستخدم لبث خطابات مادورو ومقاطع من برنامجه

الأسبوعي على التلفزيون الرسمي، وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن

على خلفية نشر الولايات المتحدة بوارج حربية وطائرات مقاتلة في جنوب الكاريبى

 

وتوضح سياسة يوتيوب أنها تحذف الحسابات التى ترتكب "انتهاكات متكررة لقواعد المجتمع"

بما في ذلك نشر معلومات مضللة أو خطاب كراهية أو محتوى "يتدخل في العمليات الديمقراطية"

ومادورو متهم على نطاق واسع بتزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي خسرها بفارق كبير بحسب

محاضر وثّقها ناشطو المعارضة، فى حين لم تنشر الهيئة الانتخابية

 الخاضعة للحزب الحاكم – أي أدلة تؤيد فوزه

 

تفاصيل الأزمة

وتبرز الولايات المتحدة تبرر وجودها العسكري الكثيف في البحر الكاريبي بمكافحة شبكات التهريب

 خصوصًا ما يُعرف بـ"كارتل دي لوس سوليس" (كارتل الشمس)، الذي تتهم كبار المسؤولين الفنزويليين

بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو، بالإشراف عليه

 

ورفعت واشنطن مؤخرًا قيمة المكافأة المالية للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، معتبرة إياه

متورطًا في أنشطة "الجريمة المنظمة العابرة للحدود". هذه الخطوة أثارت غضب كاراكاس، التي

وصفتها بأنها "مسرحية سياسية" تهدف إلى شرعنة التدخل العسكري وإضعاف شرعية الدولة الفنزويلية

 

في المقابل، اتخذت فنزويلا سلسلة من الخطوات الدفاعية، أبرزها إعلان الرئيس مادورو عن تعبئة

تشمل وحدات الجيش والميليشيات الشعبية، في خطوة قال إنها تهدف إلى

"حماية الوطن من أي مغامرة عسكرية"، كما عززت الحكومة تعاونها مع روسيا، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم

جديدة لتوسيع مجالات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي، في رسالة واضحة لواشنطن

بأن فنزويلا لن تبقى معزولة دوليًا

 

على الصعيد الدبلوماسي، تراجعت فرص الحوار بشكل ملحوظ، إلا أن مادورو أبدى استعدادًا مشروطًا

للتواصل مع واشنطن، مقترحًا عقد محادثات مباشرة مع المبعوث الأمريكي ريتشارد جرينيل، ورغم ذلك

 فإن مؤشرات التصعيد ما زالت أقوى من بوادر الانفراج، خاصة في ظل إصرار الولايات المتحدة

على توسيع عملياتها البحرية والجوية بالمنطقة، واستمرار العقوبات الاقتصادية التي تضغط

على الاقتصاد الفنزويلي المنهك أصلا

 

مخاوف من عقوبات تزيد معاناة الشعب الفنزويلى

ولا تقتصر الأزمة على البعدين السياسي والعسكري فقط، بل تحمل أيضًا أبعادًا إنسانية واجتماعية

خطيرة، إذ يخشى مراقبون من أن أي تصعيد عسكري أو فرض عقوبات أشد سيزيد من معاناة

الشعب الفنزويلي، الذي يعاني أصلًا من نقص حاد في الغذاء والدواء وارتفاع معدلات الهجرة

في الوقت نفسه، يرى آخرون أن التحركات الأمريكية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها

مع احتمال توسع التوترات إلى دول الكاريبي المجاورة

 

كما أن المشهد الدولي يزيد الموقف تعقيدًا، فبينما تدعم واشنطن فرض مزيد من الضغوط على كاراكاس

تبدو روسيا حريصة على تعزيز وجودها في فنزويلا كجزء من صراع النفوذ العالمي. هذا التداخل

بين الأجندات الكبرى يجعل من الأزمة الفنزويلية ساحة صراع جيوسياسي بين الشرق والغرب

ما يضاعف المخاطر على الأمن والسلم الإقليميين

 

دعوات لتحقيق أممى

وفى السياق نفسه ، دعا النائب العام الفنزويلي طارق ويليام ، الأمم المتحدة إلى

التحقيق في الضربات الأمريكية، وأكد اطلعت عليه أن استخدام الصواريخ والأسلحة النووية

لقتل صيادين عزّل في قارب صغير هو جرائم ضد الإنسانية

 

من جانبه، ندد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز بالانتشار العسكري الأمريكى

في بحر الكاريبي، واعتبر أن هذه الخطوة هي بمثابة "حرب غير معلنة"، على حد تعبيره



موضوعات مشابهه