السبت ١٨ - أكتوبر - ٢٠٢٥ القاهرة
12:09:33am

خطط انتعاش للثروه البشريه المعطله

السبت ١٨ - أكتوبر - ٢٠٢٥

بقلم : نيفين ياقوت

قضيت عمري كله داخل عالمي الصغير لم أعرف يوما ان أمنع خيرا عن أحد أو أضمر شرا لأحد هكذا نشأت على الفطره وتعاملت بها يوماً بعد يوم مع جميع من حولي وكانت الحياه سهله وبسيطه فلم تصطدم معاملاتي التلقائيه بالآخرين ولم أتسبب في أي مشكله مع المحيطين بي ، فمنذ عقود خلت لم تكن كلمه الحق دون مجامله تزعج أحدا لأن حينها كانت هناك بقايا قيم لا تزال متوفره بين الناس وكان المستوى التعليمي متقارب فكانت الناس تفهم بعضها البعض.

الى ان تسللت الينا الثقافات الغربيه بمختلف أنواعها لتستعيد ممارسة التمييز المجتمعي فتكونت الطبقيه من جديد بعد اختفائها عقب ثورة يوليو 52 التي كانت من أهم مميزاتها العداله التامه في مستوى التعليم ومجانيته ومدخلاته ومخرجاته فأصبح واقع التعليم الآن متباين بشده فنجد مدارس حكومية ومدارس تجريبية ومدارس خاصه ومدارس دوليه تتبع دول اوروبيه أو امريكيه . وكل نوع من هذه الأنواع لها تسعيره غير الاخرى وعلى حسب السعر تكون الجوده !
التساؤل هنا لماذا على الطفل المصري الذي لم يستطع دفع نفقات التعليم الدولي ان يحرم من معطيات هذا التعليم . لماذا لا توفر له الحكومه نفس الجوده ونفس المبنى ونفس الكثافة المنخفضة ونفس المعلمين الأكفاء المتوفرين بكثره ! ولماذا الطفل الذي يقدر على ذلك فقط هو الذي يستطيع ان يحصل على التعليم الدولي الذي يتواكب مع التقدم العلمي ؟ أليست الدوله هي المسؤوله عن الخدمه التعليميه المقدمه لكافه المواطنين سواء. لماذا التفرقه وما ادراك ان الذي يقدر على التعليم الدولي سيكون افضل من الطفل المحروم .

اشعر بعدم ارتياح وبغياب العدل ، واعتقد بل على يقين ان الفرص المتاحه للاقليه الغنيه للتعليم العالمي لن تحقق النفع بالشكل الكامل على الدوله وايضا حرمان الاغلبيه العظمى من الطلاب من ذلك النوع من التعليم يعتبر حرمان الدوله من اكتشاف الكنوز البشريه الدفينه التي لن تستفيد منها وهي في باطن الارض ولا من ظهور العباقره الحقيقيين الذين يستطيعون رفع إسم مصر عالياً .

تلك الخامات النفيسه التي تستحق الإنفاق عليها دون تردد . هكذا ينبغي على اصحاب القرارات وعلى مسؤولي العملية التعليمية تخصيص جزء من موارد الصناديق الخاصة والسياديه لتسخيرها في منافسة قطاع التعليم الخاص وتنفيذ خطة انتعاش جديده لتلك الثروه البشريه المعطله .



موضوعات مشابهه