وصايا رسول الله بالرحمه بالحيوان

السبت ١٨ - أكتوبر - ٢٠٢٥
بقلم نيفين ياقوت
في الآونة الأخيرة زادت حالات تعذيب الحيوانات وخاصة الكلاب في بعض المناطق، وهي ظاهرة مؤسفة تعكس نقص الوعي والرحمة في التعامل مع الكائنات الحية كما انتشرت مقاطع تعذيب الحيوانات على وسائل التواصل دون محاسبة كافية فلا توجد آليات صارمه لتطبيق قوانين حماية الحيوان مع غياب الوعي الديني والإنساني لدى بعض الأشخاص.
فالحيوان روح خلقها الله، وأوصى النبي ﷺ بالإحسان إليه، حيث قال: "في كل كبدٍ رطبةٍ أجر"، أي أن الرحمة بكل كائن حي هي عبادة يؤجر عليها الإنسان.
لقد شرع النبي -صلى الله عليه وسلّم- مجموعة من التشريعات في حق الحيوان في أوامر صريحة ومواقف عملية، بالرفق بالحيوان وشدد على منع تعذيب الحيوان وحبسه وأمر بالإحسان إليه عند الذبح ووجه من أراد ذبح شاة بأن يحد شفرته قبل أن يضجعها ليريح ذبيحته ويقتلها مرة واحدة بدلاً من موتات متعددة ، وحرم استخدام الحيوانات كأغراض للرمي .
أيضاً أمر بحظر تفجيع الطيور بأولادها وحظر حرق النمل ، كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم حبس الحيوانات بلا طعام أو شراب ، مستشهداً بقصة امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من الأرض ونهى عن اتخاذ الحيوان غرضاً للتدريب على الرماية، ولعن من يوسم الحيوان في وجهه بالكي بالنار .
ولنا بعض الأمثلة لمواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى السفريات ، أخذ الصحابة فرخي طائر (حمرة)، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأم وهي تحوم وتفرش بجناحيها، أمر برد الفرخين إلى أمهما قائلاً: "من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها
وعندما رأى قرية نمل قد حُرقت، سأل: "من حرق هذا؟" فلما علم أنهم هم، قال: "لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".
إنّ مظاهر الرفق والإحسان للحيوانات كانت واضحة في مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد نهى عن الإساءة للحيوان بالضرب أو التجويع أو زيادة الحمل عليه.
من هنا يعلمنا نبي الرحمه مبدأ الإحسان الذي فرضه الله على كل شيء، . وأن كل حياة تستحق الرحمة
ومن المهم أن نتذكر أن الرفق بالحيوان مقياس لتحضر المجتمع، وأن من يؤذي الحيوان قادر على إيذاء الإنسان أيضًا، لأن القسوة لا تعرف حدودًا.
ولذلك يجب أن تتكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والمدارس لنشر ثقافة الرحمة والتربية السليمة للأطفال منذ الصغر.
وبما أننا نعيش ظاهرة إنتشار الكلاب حتى بلغ تعدادهم مايقرب على ثلاثين مليون كلب ضال منتشرين في جميع شوارع مصر بلا استثناء فيجب النصح بكيفية التعايش مع الكلاب الضالة لحين أن تهتدي الحكومه إلى حل جذري لإنقاذ البشريه من العواقب الوخيمة جراء ترك هذه الظاهره تزداد وتنتشر.
فإنه في هذه الحالة يجب الحفاظ على الهدوء وتجنب التحديق المباشر أو إطلاق أصوات عالية عند رؤية هذه التجمعات الكلابيه في حال لم تشكل خطرًا، يمكن تقديم الطعام بحذر أو الاتصال بجمعيات الرفق بالحيوان أو السلطات المحلية للمساعدة في إيجاد حلول مثل التبني أو التعقيم، مع توفير ملاجئ آمنة للحيوانات. أما عند الشعور بالخطر، يجب التوقف عن الحركة، وتجنب الجري أو إعطاء الظهر للكلب.