يُفترض أن يشكّل الجلد المرطّب خط الدفاع الأول للجسم ضد الجفاف والعوامل الخارجية، إلا أن تقشّره المستمر رغم الالتزام بروتين ترطيب يومي بات مصدر قلق لكثيرين، خاصة حين لا يقتصر الأمر على المظهر الجمالي بل يمتد ليعكس خللًا أعمق في وظائف الجلد الحيوية.

فإن تقشر الجلد المزمن قد يكون مؤشرًا على اضطراب في عملية تجديد الخلايا أو خلل في إفراز الزيوت الطبيعية المسؤولة عن الاحتفاظ بالرطوبة داخل البشرة، ما يجعل الكريمات وحدها غير كافية أحيانًا لحل المشكلة.

وأوضح التقرير أن الجلد يحتاج إلى توازن دقيق بين الماء والدهون الطبيعية للحفاظ على مرونته ونعومته، مشيرًا إلى أن الإخلال بهذا التوازن—سواء بسبب الاستحمام المتكرر بالماء الساخن أو استخدام الصابون القاسي—يؤدي إلى فقدان سريع للرطوبة وظهور التقشر حتى مع استخدام مرطبات عالية الجودة.

وأشار أطباء الجلد إلى أن هناك أسبابًا طبية واضحة وراء هذه الحالة، من أبرزها اضطراب حاجز الجلد، الذي يحدث نتيجة التهابات أو استخدام منتجات كيميائية قوية، إضافة إلى الأكزيما والالتهاب الجلدي التأتبي، ونقص بعض الفيتامينات الأساسية مثل A وE والبيوتين. كما حذّروا من الأمراض الجلدية المزمنة مثل الصدفية، التي تتسبب في تجدد غير طبيعي لخلايا الجلد، ما يؤدي إلى تكوّن قشور سميكة لا يكفي الترطيب وحده للتعامل معها.

ولفت الخبراء أيضًا إلى أن بعض كريمات الترطيب قد تكون سببًا في المشكلة، خاصة تلك التي تحتوي على عطور أو مواد كيميائية مهيِّجة، حيث قد تُحدث ردود فعل تحسسية تزيد من التقشر بدلًا من تقليله.

وعلى صعيد العوامل البيئية، أكدت التقارير الطبية أن قلة شرب الماء، والجلوس لفترات طويلة في أماكن مكيفة، والتعرّض المتكرر للمنظفات المنزلية، كلها سلوكيات يومية تُضعف الطبقة الواقية للجلد وتُسرّع جفافه.

وشدد أطباء الجلد على أن العلاج الفعّال يتجاوز فكرة “الترطيب فقط”، ويعتمد على إعادة بناء حاجز الجلد باستخدام مرطبات تحتوي على السيراميدات وحمض الهيالورونيك والغليسيرين، مع تجنّب الماء الساخن، واستخدام صابون لطيف خالٍ من العطور والكحول.

واختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة استشارة طبيب الجلدية إذا استمر التقشر لأكثر من أسبوعين أو صاحَبته حكة شديدة أو تشققات مؤلمة أو احمرار متزايد، محذرًا من أن هذه الأعراض قد تشير إلى عدوى فطرية أو اضطراب مناعي يتطلب علاجًا طبيًا متخصصًا وليس مجرد ترطيب سطحي.